اللعبة أكبر من الجميع مع هيمنة الوصايات المتعددة.

Author Icon هاني علي سالم البيض

يوليو 29, 2025

‏في اليمن لا الشمال يقدر يُقصي الجنوب،ولا الجنوب يملك حسم كل هذه الصراعات لوحده ،جميعهم دون تسوية عادلة ومشروع وطني جامع ، لن ينتصر أحد، ولن ينجو اليمن ، وستظل الدماء تسيل وتسقي نزعات واوهاماً لا تبني دولة ولا تُنقذ شعبًا ،

اللعبة أكبر من الجميع، ومآلاتها تُرسم بأيدٍ خارجية،ومن يتجاهل ذلك او يعتقد انه ذكي وقادر.. سيدفع ثمّنا ما أقلها سيكون مجرد أداة في مشاريع لا يملكها ،بل وقوداً لصراعات أخرى لا قرار له فيها !

كل الأطراف تعرف في قرارة نفسها أن لا نصر حاسم لأي طرف على الآخر، فالزمن تجاوز أوهام الغلب،لكنه العناد السياسي والأجندات أطال أمد الخراب، وترك الوطن معلّقًا بين ركام الماضي وأبواب المستقبل المغلقة

لذلك نقول دون الاتفاق على تسويات عادلة بين كل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية ومشروع وطني جامع، سيبقى الوطن رهينة الضياع والعبث من الداخل والخارج

صحيح ان اللعبة تُدار بأدوات محلية ،لكن قواعدها تُرسم خارج حدود هذا البلد وللإقليم اليد الطولى فيه ،ومن يتجاهل ذلك ايضا يساهم دون أن يدري في تكريس التبعية ،ويُفرّط بقراره الوطني لصالح من يُحرك الخيوط من وراء الستار.

لذلك نكرر أنه دون تسويات شاملة، ووضوح في المشروع الوطني، والتوجهات الصحيحة والصادقة لجميع الأطراف في العملية السياسية وخارجها، والجلوس على الطاولة
ستظل كل المبادرات محض دوران في حلقات مفرغة .

ولا يمكن بناء سلام دائم على أرضية هشة، ولا يمكن استعادة الدولة من دون توافق حقيقي يضع مصلحة اليمن فوق الحسابات الضيقة،ويكسر هيمنة الوصايات المتعددة ،فما لم يُتفق على أسس واضحة تعيد الاعتبار للسيادة والكرامة،
وتضمن تمثيلًا عادلًا وشاملًا لكل مكونات الشعب اليمني،فإن كل الحلول ستبقى مجرّد هدنة مؤقتة… تُهيئ لانفجار أكبر وأخطر من أي وقت مضىٰ ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى