حضرموت بين الحكمة والتهور ..
من موقع الحرص وفي هذه المرحلة المفصلية نقول لقيادة الانتقالي الجنوبي, وبعض القوى الاجتماعية والسياسية في الداخل ،ان حضرموت ليست ساحة لاختبار النفوذ ,ومن يفكر يعبث بتوازن حضرموت الاجتماعي والسياسي ..فهو يعبث بمستقبل القضية الجنوبية !!
حضرموت ليست مجرد مساحة جغرافية، بل عمق تاريخي، وثقل اجتماعي، حضرموت امة وكيان وطني اصيل له خصوصيته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
وبصمتها واضحة في كل المنعطفات التاريخية والمفصلية التي مرّ بها الجنوب واليمن عموماً ،
وكانت ركيزة قوة الجنوب وميزان استقراره .
وبما تمتلكه من إرث حضاري ومخزون بشري واقتصادي جعل من هذه المنطقة ركناً محورياً لايمكن تجاوزه عند صناعة القرار ورسم المستقبل ،لذلك فإن أي خطوة تُتخذ تجاه هذه المحافظة، ينبغي أن تكون مبنية على فَهمٍ دقيق لواقعها، وتاريخها، وتركيبتها الاجتماعية، وتطلعات أهلها اليوم !
وليس على مشورات نُخب أو مستشارين يعيشون خارج نبض الشارع الحضرمي، ولا يملكون أي تأثير فعلي أو حضور سياسي هناك ،
ان التهور أو فرض الأمر الواقع أو استنساخ تجارب لم تنجح في محافظات أخرى، سيؤدي إلى نتائج عكسية وخسائر استراتيجية، لا يتحملها الجنوب في هذه المرحلة الحرجة.
التعاطي مع حضرموت يجب أن يكون بعقل الدولة، لا بعقل التنظيمات والاحزاب او المكونات السياسية ،وبأفق الشراكة لا بعقلية الهيمنة ،وبالاحترام الكامل لإرادة أهلها وحقهم في تقرير ما يرونه مناسبا ،ضمن مشروع جامع ،فحضرموت ليست ورقة تفاوض، ولا ساحة نفوذ من السهل ضمها، بل شريك أصيل، لايجب ان يُعامل كمُلحق او فرع ولا محافظة رقم 5.
لقد نوّهنا سابقاً ان اي مشروع يتجاهل إرادتها وحقوقها محكوم بالفشل ،وأي تسوية لا تضعها في قلب المعادلة الحقيقية للمشهد ،لن تصمد امام اختبار الزمن والواقع وإرادة شعبها .
... وأي محاولة لتطويعها عنوةً أو فرض واقع غريب عليها ،سيتحطم على صخرة وعي ابنائها الجدد وصلابة مواقف أعيانها ، ولن تسقط حضرموت في مستنقع الفشل السياسي والاقتصادي الحاصل وستظل عصية على الانكسار، متمسكة بحقها في تقرير مصيرها وصون مكانتها ، في اي صيغة سياسية داخلية او تسوية اقليمية أو اممية فيما بعد هذه المرحلة .
اللهم اني قلت ما وجب علي ..ونصحت فأشهد ،،