مـأزق الهاشميين
مع أنهم يرفضون رؤية الواقع كما هو، ويصرّون على رؤيته كما يحبّونه..... عن قصد يتجاهلون حقيقه ( أن وجودهم بعد الحوثي لم يعد كما كان قبله) وان مابعد الحوثي،أصبوا في نظر أغلب اليمنيين رمزًا للوحشية، والخيانة، والخراب، والسيطرة السلالية، والانفصال عن المجتمع.
السلطة التي مارسوها ويمارسوها الحوثيين باسم الولايه الهاشميه لم تكن شرعية، بل كانت قوة عنيفة استخدمت القمع لتصنع وهم السيطرة.
لم يقتنع الهاسمؤون بإن اليمنين لم يعودوا يرون فيهم شركاء في الوطن، بل كائنات غريبة، تهدد المجتمع، وتمنع أي وحدة وطنية حقيقية.
كل مجزرة، كل اعتقال جماعي، وكل نهب للثروات، عمّق الفجوة بين هذه الأقلية السلالية وبقية اليمنيين.
الواقع الآن واضح: لا يمكن للهاشميين العودة إلى أي شرعية أو قبول اجتماعي، إلا إذا حدث تغيير جذري في سلوكهم وسلطتهم، وهذا التغيير يبدو مستبعدًا. بل مستحيلا
لكن الاكثر وضوح ان وجودهم اليوم اصبح محل لكل ماهو منبوذ و مرفوض ( سياسيًا واجتماعيًا ونفسيًا)
جرائمهم وسلوكهم السلالي جعلهم رمزًا دائمًا للخوف والعداء.
أي محاولة لإعادتهم إلى الحياة السياسية ستواجه ذاكرة اليمنيين المليئة بالدم والمعاناة.
المستقبل السياسي وفق تحليلي للمعطيات سيتجه نحو تفكيك وجودهم، سواء عبر التهميش أو المراقبة أو فصلهم الرمزي عن الدولة والمجتمع.
ما حدث ويحدث لم يكن مجرد أخطاء سياسية ، بل كان تأسيسًا لحالة اغتراب دائم للهاشميين داخل اليمن.
جرائمهم وتجربتهم جعلت من وجودهم في المستقبل امرا يكاد ان يكون مستحيلاً على كل المستويات: التاريخية، الاجتماعية، النفسية، والسياسية.
أي محاولة للعودة ستصطدم بالواقع الذي صنعوه بأنفسهم، وستبقى صورتهم في وعي الشعب اليمني مرتبطة بالوحشية والسلالية التي لا تُنسى.
لم يفطنون الى أن بقاء الأمور في إطار الاعتقال النادر و القانوني من قبل الدوله الشرعيه انها نعمه و خيرا لهم مع انها مرحلة مؤقتة... لان استمرار الوضع الحالي يضخم الكراهية الشعبية نحو التصفيات الأهلية، بدلًا من الإجراءات القانونية، وهذا ما يجب أن يخشوه.