اعادة فتح ملف اللجنة الخاصة
الصديق فهد سلطان له خمسة أيام يحاول إقناع قرّاءه بأنه بإعادة فتح ملف اللجنة الخاصة، وبحبكة درامية جديدة، قد كشف المستور.
الموضوع قديم–جديد وليس فيه أي مثير يُذكر؛ فكل يمني يعرف تفاصيله، ويعلم أن مشايخ ورجال دين ونخباً عسكرية ومدنية كانوا على صلة باللجنة الخاصة، من أعلى هرم السلطة إلى أصغر شيخ قبلي أو خطيب مسجد له بعض الأنصار.
عاد صحيفة الأولى مدري الشارع، فتحت الملف قبل خمسة عشر سنة ونشرت آنذاك صور الكشوفات والمبالغ المزعوم تلقيها.
وإن كنت وقد نويت فتح هذا الملف من جديد، فانشر أسماء الشخصيات اليمنية التي تعاملت مع اللجنة الخاصة، ودعنا نرى كيف تصرّف اليمنيون في ماضيهم، وفي حاضرهم، وما الذي ينعكس على مستقبلهم.
كل الدول الثرية وذات النفوذ الإقليمي تُنشئ لجاناً لمتابعة شؤون دول أخرى، وقد تكون لجاناً دبلوماسية أو سياسية أو أمنية، وتخصّص لها الموارد.
الدول الديمقراطية تضع هذا الملف بيد الخارجية والدبلوماسيين كواجهة، أما الدول غير الديمقراطية فتعهد به إلى الأجهزة الاستخباراتية.
أما تصوير السعودية على أنها “شيطان خالص”، فهذا بالضبط ما يقوله الحوثي ويُجنّد لأجله. قليل من الحس السياسي — وأثق أن الأخ فهد سلطان يمتلك الكثير منه — يساعد في تقدير ما يقال وفي أي لحظة يقال.
من الجيد أن ننتقد كل بلد يتدخل في الشأن اليمني، ومنهم السعودية، ويخصص لاجله موارد لإدارة وتوجيه الشأن السياسي اليمني وهذا لا يعني تغافل حقيقة أكثر نصوعاً :لدينا نخباً جائعة لم تكن ترى إلا الفلوس، وسمحت بالتدخل في كل مرة تحت عنوان مختلف: مرة لمحاربة النفوذ المصري، ومرة لمحاربة الشيوعية، وهكذا.
والبلاد التي كانت مفتوحة لأموال السعودية، فتحت ذراعيها أيضاً لأموال إيران وعُمان وقطر والإمارات، ولكل دولة لديها فائض مال وتظن أنها قادرة على تغيير مجرى التاريخ في اليمن.
وهذا يستدعي ان نفتح أعيننا على إشكالية القابلية للتدخّل الخارجي، وهي التي أشرتُ إليها في دراسة حول التحول الديمقراطي في اليمن، منشورة ضمن كتاب للمركز العربي.
فتجمل يا أستاذ فهد، ودعنا نرى من هم المتعاملون مع اللجنة الخاصة، ولنرَ أيضاً أدعياء الوطنية — من يسار ومحافظين وإسلاميين — ماذا كانوا يفعلون.
كنت أنوي الكتابة عن مقابلتك مع المهندس عبد الله صعتر وهي مقابلة فريدة. لكنني وجدت إنك قد أصبحت في الحلقة الخامسة من اللجنة الخاصة ولا أدري إلى أين ستذهب فقلت اسبق بهذا التعليق.