السعودية قد تذهب لإعادة تشكيل المجلس الرئاسي

Author Icon خالد سلمان

ديسمبر 30, 2025

‏تم تفريغ الشحنات الموزعة بين التعاطف والغضب الترحيب والإستنكار ، واسئلة القلق ،حول آخر تطورات الأحداث في الجزء الشرقي من جنوب اليمن ، أو مايحب أن يسميه الإنتقاليون الجنوب العربي.
الآن حان وقت المناقشة الهادئة، لوضع متوتر صاخب ، في تداعياته على صعيدي الحرب والسياسة.
نجحت السعودية في أمرين :تحييد الإمارات وإخراجها ، وخسرت المملكة مع الأسف حليفها الجنوبي ، وإن لم يبدو الأمر علناً ببيان من المجلس الإنتقالي، إلا أنها لم تعد في المزاج الشعبي العام، ذاك الحليف المناصر لقضيتهم الجنوبية.
إطلالة على سابق المشهد وراهنه ،والبحث عن مقاربات المشهدين مع الخطاب السعودي، المبرر لضرب ميناء المكلا، والاستعداء والتحشيد المحلي والاقليمي والدولي ضد الانتقالي ، بالقول أن وجود قواته على حدودها الجنوبية، يشكل تهديداً لأمنها الوطني .

المعطيات الموثقة تؤكد أن أمن المملكة، كان مهدداً قبل وليس بعد سيطرة القوات الجنوبية على مسرح عمليات المنطقة العسكرية الأولى ، بما كانت تمثله تلك المنطقة من ملاذ آمن للقاعدة ،وحماية لخطوط تهريب السلاح والأفراد والمخدرات ، تجفيف القوات الجنوبية لهذا الثالوث ، ضمانة إضافية لتعزيز أمن السعودية الداخلي ،وتحصين حدودها الممتدة 700 كيلو متر من الاختراق.
للموقف السعودي الأخير ترددات على العلاقة مع -حليفة السابق الانتقالي - إن جاز لنا القول ، فالقطيعة يتوقع لها أن تتبعها خطوات سياسية إجرائية ، لإضعاف الانتقالي والحد من تمدده على الأرض ، خطوات يراد منها النيل من الصفة التمثيلي له ، بخلق كيانات جنوبية موازية ودعمها بالمال والسلاح ، وربما تذهب خصومة المملكة حد إعادة تشكيل المجلس الرئاسي منقوصاً منه الثلاثة الأعضاء وربما الرابع طارق صالح ، وكذا غربلة الحكومة بإقصاء الانتقالي ومن اصدر بيانات تأييد لخطواته المتعلقة بدخول حضرموت والمهرة ، وبمعنى آخر هناك توجه إقصائي يطال الانتقالي في مرافق الدولة المختلفة يكاد ان يتصف بالتطهير ،.
الواقع أن المجلس الرئاسي قد انشق نصفين ببيان الأربعة الأعضاء، المعارض لخطوات رئيس المجلس، التي وصفوها بالإنفرادية وغير الشرعية ، وفي أجواء هذا الإنقسام الرأسي ،فإن الرياض تعلم جيداً ان لا مجال لابقاء المجلس على حاله ، وبالتالي أما إحلال بدلاء أو هندسة نظام ربما يأخذ الطابع الرئاسي.
انسحاب الإمارات من اليمن ،يعيد تعريف طبيعة العلاقات المبنية على غير الندية ، وأن الدول ليست جمعيات خيرية، بل هي تقتفي أثر مصالحها ، وتضحي بمن كانت تدعهم على أساس قيمي إخلاقي ،كما هو حال دعمها للانتقالي، قطيعة ابوظبي ليست مجانية بل هي مبنية على التفاهم مع المملكة ، على شكل حماية مصالحها ، وضمان حصتها في خارطة توزيع النفوذ.
خيارات الإنتقالي حدية الطابع، أما أن ينسحب من المحافظتين ،ويحمي ثقله العسكري ، أو يمضي بخطوات تصعيدية وصولاً إلى إعلان فك الارتباط.
حتى الآن ردود فعل الانتقالي تتسم بالإنضباط ومحاولة إبقاء الأزمة في حدود الإدارة السياسية وخارج العسكرة.
إلى أين ستنتهي هذه المواجهة ؟
لاشيء يبدو واضحاً في الأفق ، حيث لا معادل سياسي في عواصم الفاعلين في الملف اليمني، يدعو للتهدئة وإعتماد المسار التفاوضي بديلاً عن الصدام، ومع ذلك تسويات الساعات الأخيرة ممكنة .

زر الذهاب إلى الأعلى