الناشطة سمر اليافعي أمام مجلس الامن "الملايين من اليمنيين يعيشون واقعاً مأساوياً لا يحتمل التأجيل"
الأخبار المحلية
أكدت الناشطة سمر اليافعي الرئيس التنفيذي لمنظمة " يمن إيد" في حديث لها أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن،أن الملايين من اليمنيين يعيشون واقعًا مأساويًا لا يحتمل التأجيل.
ووصفت ما يجري أنه واقعا عنوانه الظلام والجوع والانكسار، في مدن بكاملها، تنقطع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة في اليوم، وتتحول حرارة الصيف القاتلة إلى تهديد يومي لحياة المرضى والأطفال وكبار السن.
اليافعي سردت ما يحدث لليمنيبن من واقع ما عشته بعد أن اتخذت قرار الانتقال إلى اليمن في عام 2022، واخترت حسب أفادتها في مجلس الامن أن تكون قريبة من شعبها .
وقالت سمر اليافعي "العملة المحلية تنهار بلا كوابح، والأسواق تغلي بأسعار لا ترحم، بينما الرواتب في القطاع العام منقطعة منذ أشهر، تترك الأسر في مهب الفقر والجوع، وتجبر الأمهات على الاختيار بين دواء لأطفالهن أو وجبة يسيرة تكفي ليوم واحد"
وكشفت انها خلال الأشهر الماضية، عاشت الآثار الكارثية للانخفاض المفاجئ في التمويل الدولي، لا سيما نتيجةً لتغير أولويات المانحين، مما أدى إلى توقف عمليات توزيع الغذاء، وإغلاق مرافق صحية، وتعليق برامج الحوالات النقدية، تاركًا مئات الآلاف في مواجهة المجهول.
وذكرت اليافعي أن معاناة اليمنيين زادت تفاقمًا نتيجة الاستهداف المتعمد من قبل ميليشيا الحوثي، للسفن التجارية والإنسانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك تلك التي كانت تحمل شحنات من الحبوب والأدوية والمواد الغذائية الأساسية.
وقالت الناشطة اليافعي "هذه الهجمات، التي تمثل شكلاً جديدًا من القرصنة، لم تعرّض فقط سلامة الملاحة الدولية للخطر، بل أدت كذلك إلى عرقلة وصول الإمدادات الحيوية إلى موانئ البلاد، ما فاقم من أزمة الأمن الغذائي، ورفع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني في بلد يعاني أصلاً من شلل اقتصادي وتجويع ممنهج."
وأتهمت ميليشيا الحوثي الإرهابية بممارسة الانتهاكات بحق العاملين في المجال الإنساني، من اعتقالات تعسفية، إلى التضييق على عمل المنظمات الدولية والمحلية، بما في ذلك وكالات تابعة للأمم المتحدة. إننا نحمّل هذه الميليشيات المسؤولية الكاملة عن سلامة زملائنا المحتجزين، وندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
وثمنت التعاون المتنامي مه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وخاصة في المناطق الجنوبية التي باتت تحتضن قرابة نصف سكان البلاد، نتيجة الانتهاكات المتواصلة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ووضحت اليافعي أن التحديات الهيكلية لا تزال قائمة. فالسلطات المحلية تعاني من ضعف البنية المؤسسية، وقلة الموارد، وغياب الدعم الفني والرقابي، ما يجعلها معتمدة بشكل شبه كلي على المساعدات الدولية لتوفير الخدمات الأساسية.
وأكدت اليافعي أن مجلس القيادة الرئاسي لا يزال يواجه صعوبات حقيقية في ممارسة مهامه، بسبب غياب اللوائح التنظيمية التي تضبط العلاقة بين مكوناته وبين السلطة التنفيذية، فضلاً عن تعدد التوجهات السياسية داخله، ما أبطأ من وتيرة الإصلاح، وترك فراغات إدارية ومؤسسية تحتاج إلى معالجة عاجلة.